شيمتُك الغدر

شيمتُك الغدر 

**********

أيها الزّائر،

ما أهديناك قهوةَ هيلٍ،

أتيتنا

وما أشعلنا لك نارا.

تَرانا،

ما رحَّبنا بك،

وتزداد تمردا،

تزداد إصرارا.

كورونا،

كافُك، كهفٌ للهلاك،

واوك وعد به،

وراؤك حوّلت الدّنيا

إعصارا.

نونُك نعْيٌ،

مَنْ يقينا شرَّك،

والألف تلبّي أمرك.

أما خجلت وأنت تلحق

بنا الأضرارا.

ما قبَّلناك.

بالكمّامة استقبلناك.

ما أوصينا بك حبيباً،

ما أوصينا بك جارا.

منك، بالبيوت اختفينا،

بك أبداً، ما احتفينا.

ما ناديناك،

ما بادلناك حوارا.

سكنت، بيننا ومن نحب،

منعتنا العناق،

منعتنا القبل،

أبعدت ذوي القربى،

أبعدت عنا الأبرارا.

منعتَ عنّا الأوطان،

ما تركتنا نراها،

أبْعدتَ الزّاجل من الحمام،

من أين لنا بالسّلام،

وما تركتنا نشمُّ النَّسيم،

ما تركت لنا خيارا.

حرّضتَ البعض

ضدّ البعض،

أقفلت علينا الأبواب،

أنسيتنا الشّاي مع الأصحاب،

دفعْتنا أن نختارا.

شهوراً أبعدناك،

تفعل ما تشاء،

كأنك لا تستاء.

ما أخفينا عنك أنّنا،

لكَ لسْنا  خُلاّناً  ولا أصهارا.

إن لمستنا،

منك اغتسلنا،

ننظّف الأعضاء،

نبعد الأشياء،

إذ بك، حين تبصرنا،

تزداد افتخارا.

 

عربيدٌ أنت،

بالأحضان تأخذنا،

وقد بنينا،

بينك وبيننا، أسوارا.

خديمُ المنايا رذاذُك،

حين تخنق،

من تسلّلت إليه،   

مهما زمجر،

مهما عليك ثارا.

شيمتُك الغدر،

سلاحك النّحر،

تهوى الرّدى،

تبيع أرواحنا الإنتحارا.

إن كنت كذبةً صدّقناها،

أوحقيقةً عَلِمناها،

اتركنا وشأننا،

ما الذي مِنّا، تبغيه،

قد ودَّعْناك،

مراراً وتكرارا.

أنا وحقِّك،

وإن كنت منك غاضبةً،

من رحيلك لن أيأس،

أعرفك ستترك الحيَّ،

ستترك الدّارا.

لا أهلا بك،

ولا سهلا، ولا مرحبا.

ما آمنا بك يوما،

نحن بك كُنّا،

وما زلنا كُفّارا.

*فاتي ميم*Fati Mim*

*فاتيمتين* FatiMatine

15/03/2020

Haute Savoie, France