9 Mars 2018
اقترن ليلُنا بالخريف
**********************
أقدامٌ يعبدُها التُّرابُ
تقدِّسُها الأفواه
تَرْفُسُ ضلوعَ الأطْيار
تُهَشِّمُ رؤوسَ الأجِنَّةِ
تُذيبُ أحلامَ الصَّبايا
تُدغْدِغُ في الكون الدَّمار
سماءٌ داكنةٌ...قَتورُ
تُمطِرُنا إِلْهَاداً
تُمطِرُنا بُهْتانا
تُمطِرُنا هُموداً
تُمطِرُنا أشجاناً
والصّمتُ
الجاثمُ على أزِقّةِ
المدينةِ...له حَفيف
شمِط الشَّجرُ
واقترن ليلُنا بالخريف
كمِ ترقبناك
أَهُمْ وَأَدوكَ...يا سِلمُ
أَوْبأقراصٍ مُنَوِّمَةٍ
طَعَّموك
وبِسهمِ السَّهْوِ
الطّائِشِ
رشَقوك
أين تُهتَ عنّا
كم تَرَصَّدناك
ما تذكَّرَتْنا...أيامُ العمرِ
حين افتقدْناك
استحمَّتْ جبالُ الحَيْف
بدماء الشهداء
حين أبعدَتْكَ...عنّا
أقدارُنا العمياء
وغَفَتْ في الشُّروق
ذاكرةُ الرِّياء
أين أنوارُكَ...لم تَطُلْنا
كم تحَيَّنّاك
في قلادة العُروة الوثْقى
ما تآزرَتْ
حبّاتُ الإِنْصافْ
ما إن تلاشتْ
تفَتَّقَتْ…من هشاشتها
أحبالُ...الأكتاف
وفي يومِنا...نامَ الصُّبحُ
ما أفقْناه
أين أنتَ مِنّا
هل أضَعْناك
تتقاذفُكَ الأرْجُل
في ميدان سَميكِ الخُدود
تشجِّعُها أصواتٌ
هُتافُها بَطيطٌ..مِن نشازٍ
حيناً
وتارةً من جُحود
يدُكَ الحَنونُ
هل أصابَها الشَّلل
أم نَمَتْ بأظافرِها
سمومُ العُقْمِ
أوَليس لكَ...بيننا
مُسْتقَر
دواليبُك المِعْطاشةُ
تتثائب
مالي أرى مُحيّاكَ
دون ملامح
وطعمُ لَوْزِكَ...صارأَمَرْ
لو أضْمَرْتَ لنا...شرّاً
نحن خيراً...توَسَّمْناك
عيونُكَ يا سلمُ
لا تُدْرِكُنا
أنّى لَنا...أنْ نُكَحِّلَها
بُؤبُؤُها...وَخَزَهُ
تَلاطُمُ الأمواجِ
وملحُها...نَشيشُهُ
أعْماه
***فاتي ميم***
10/01/2018
FBJ